من أكثر الفقرات الممتعة في برنامج Alpha المناقشات الرائعة. لا توجد أماكن كثيرة اليوم يمكنك فيها الاشتراك في مناقشات روحية بطريقة مريحة وطبيعية. نود أن يشعر جميع ضيوفنا بالترحيب التام وأن تتاح لهم الفرصة لمشاركة أفكارهم بحرية حول الإيمان ويسوع.
العدد المثالي لكل مجموعة صغيرة في البرنامج هو 12 شخصًا مع اثنين من القادة نطلق عليهم “مضيفين” واثنين من المساعدين وثمانية ضيوف. الهدف هو أن تستمر المجموعة الصغيرة معًا طوال مدة Alpha ويتشاركوا الرحلة سويًا، آملين أن يصبحوا أصدقاء دائمين. حينما تبدأ في اختيار أعضاء المجموعة، ربما تحتاج لمراعاة خلفيتهم الدينية وأعمارهم وأي أصدقاء جاءوا معهم. لعلك تلاحظ أننا نستخدم كلمة “مضيف” ومساعد لأنها مهمة حقًا. ففي برنامج Alpha لا نقصد وجود قائد للمجموعة الصغيرة بل مضيف يساعد الضيوف على الشعور بالترحيب والاندماج. مجموعات ألفا الصغيرة ليست بالضرورة مثل مجموعات الكنيسة الصغيرة الأخرى أو دراسات الكتاب المقدس حيث المعلم والطالب، بل هو المضيف والضيف. إنها مثل استضافة حفلة مع أصدقائك، لذلك لا يحتاج المضيفون إلى أن يكونوا خبراء في علم اللاهوت. بل في بعض الأحيان يكون من الأفضل للضيف ألا يكونوا كذلك.
إنهم يحتاجون فقط إلى إيجاد الأجواء المريحة المتسمة بالاحترام، وتسهيل المناقشة المفتوحة حتى يتمكنوا في النهاية من خلق مجموعة يشعر فيها الجميع بالانتماء وتجعل الجميع متشوقين للعودة مرة أخرى. غالبًا ما يظل المساعدون في Alpha هادئين. يستمعون ويرفعون صلواتهم في صمت مع بدء المناقشة. ويمكن أن يقوم بهذا الدور الكبير المؤمنون الجدد أو الذين كانوا ضيوفًا في برنامج سابق. الهدف الرئيسي للمضيفين والمساعدين في المجموعة الصغيرة هو تقديم المحبة للضيوف، وتسهيل المناقشة المفتوحة، والصلاة. الشيء الوحيد الذي يميز مجموعة ألفا الصغيرة هو أننا نسمح للناس بالاختلاف مع التعليم الذي سمعوه دون تدخل في آرائهم. فعلى سبيل المثال، بعد تقديم موضوع ‘من هو يسوع؟’ قد يقول أحدهم : ‘لا أعتقد أن يسوع كان موجودًا’، يمكن للمضيف أن يقول ببساطة : ‘شكرًا لمشاركتك وجهة نظرك. أود أن أسمع من بقية المجموعة حول هذا. هل هناك من يريد أن يشارك بما يعتقده؟’
أو ربما يقول أحدهم شيئًا مثل : ‘أخبرني المزيد عن ذلك. كيف توصلت إلى الإيمان بذلك؟’ الهدف هو أن تكون مهتمًا حقًا بما يعتقده الآخرون. في برنامج ألفا نقدم في المحاضرة النظرة المسيحية للعالم، ودورنا هو الاستماع بمحبة، وجزء من الشعور بالمحبة هو أن تشعر بأنهم يستمعون إليك. هدفنا هو خلق بيئة يشعر فيها الناس بالراحة للتعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم ويعرفون أنها لا تزال مقبولة. حتى عندما يختلف الضيوف مع محتوى التعليم المقدم، فإننا على ثقة من أنه خلال الأسابيع المتتالية ومن خلال الصداقة والمناقشات والصلاة التي يرفعها البعض في الخفاء، سيستخدم الله كل ذلك للوصول إلى قلوبهم والعقول.
عندما يكون لدى الضيوف تجربة سيئة على برنامج Alpha ، فغالبًا ما يكون ذلك بسبب أنهم لم يجدوا مساحة للاختلاف، ومن هنا تأتي أهمية اختيار الأشخاص المناسبين ليكونوا مضيفين ومساعدين. فليس المطلوب أن تجد معلمًا للكتاب المقدس أو من لديهم خبرة في قيادة مجموعات أخرى أو دراسات الكتاب المقدس. ابحث عن أناس ودودين ومحبين. فكر في الأمر بهذه الطريقة: إذا قمت بدعوة أحد أصدقائك أو أحد أفراد عائلتك ممن لم يؤمنوا بيسوع إلى برنامج ألفا، فمن تريد أن يكون مضيفًا لهم؟ من هو الشخص الذي سيحبهم ويكرمهم حقًا؟ من يتبادر إلى ذهنك؟ لماذا لا تصرف بضع دقائق الآن في التفكير والصلاة بشأن من يمكنك اختيارهم ليكونوا مضيفين ومساعدين في مجموعاتك الصغيرة؟
